الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن الزواج من الأمور العظيمة التي تترتب عليها كثير من المصالح للمسلم في دينه ودنياه ، ولذا حث عليه الشرع ورغب فيه قال تعالى : وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور: 32 } وثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء .
ومن أهم ما نوصيك به في هذا المقام الاستعانة بالله تعالى والإكثار من دعائه أن يرزقك زوجاً صالحاً ، وبذل الأسباب في ذلك ، وما أقدمت عليه من عرض أمرك على إخوانك بالشبكة الإسلامية من الأسباب المشروعة ، ونشكرك على حسن ظنك بهم ، ونرجو أن تلتمسي لهم العذر في عدم القدرة على مساعدتك في هذا الجانب مساعدة عملية إذ لا يوجد في محاور الشبكة ما يتعلق بأمر الزيجات ، ولكننا ننصحك بعرض الأمر على الإخوة القائمين على المنظمات الخيرية عندكم ، وظننا بهم أنهم سيكونون خير عون لك ، ولا بأس بأن تستعيني ببعض الفاضلات من النساء وأزواجهن ، ثم إنه لا حرج شرعاً في أن تعرضي نفسك على من ترغبين في زواجه منك ، وراجعي في هذا الفتوى رقم : 7682 .
وننبهك إلى أن طاعة الله تعالى والاستقامة على أمره والالتزام بالحجاب ونحو ذلك من أسباب التيسير، قال تعالى : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق: 4 } فنوصيك بالمبادرة إلى الاستقامة ولبس الحجاب دون أن تعلقي ذلك على أمر الزواج ، ولعل الله تعالى ييسر لك بغيتك ويرزقك زوجاً صالحاً تقرُّ به عينك، وما ذلك على الله بعزيز .
والله أعلم .