الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا نرى مانعاً من وضع مصحف على مصحف آخر إذا لم يترتب عليه تمزقه أو سقوطه من مكان مرتفع، وليس في وضع المصحف على مصحف آخر امتهان.
وأما وضع شيء آخر غير المصحف: فإن كان من كتب العلم الشرعي فلا ينبغي وضعه فوق المصحف، وقد ذكر بعض فقهاء الحنفية كيفية ترتيب وضع الكتب بعضها فوق بعض، ونصوا على أن المصحف يوضع فوق جميع الكتب.
وأما إن كان ما يراد وضعه على المصحف ليس من كتب العلم الشرعي فيتأكد المنع من ذلك بل يصل إلى درجة الحرمة, إذا كان في ذلك امتهان للمصحف كوضع نعل عليه ونحو ذلك، وقد نص أهل العلم على حرمة توسد المصحف والوزن به والإتكاء عليه، وقد قال الله تعالى: وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج:32}، وقد سبق لنا أن بينا في الفتوى رقم: 48510 وجوب المحافظة على المصحف ووضعه في المكان الائق به، فانظر الفتوى المشار إليها.
والله أعلم.