الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن الكتب التي تناولت موضوع معاملة المسلم للكفار كتب الولاء والبراء، ككتاب الولاء والبراء في الإسلام لمحمد سعيد القحطاني، وكتاب الموالاة والمعادة للجلعود، وكتاب الولاء والبراء لصالح الفوزان وغيرها، ومن بين الفصول التي اشتمل عليها كتاب القحطاني الفصول التالية: الإقامة في دار الكفر، النهي عن التشبه بالكفار، النكاح والتوارث بين المسلم والكافر، تعامل المسلمين مع غير المسلمين، وهو ما يسأل عنه السائل، وقد توسع المؤلف في هذا الفصل في بيان ما يجوز وما لا يجوز للمسلم تجاه الكفار من المعاملات، فراجعه لأهميته.
ومن بين الكتب التي تناولت هذا الموضوع، كتب الساسة الشرعية ككتاب السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكتاب الطرق الحكمية وأحكام أهل الذمة، كلاهما لابن القيم الجوزية، وكتاب الأحكام السلطانية للماوردي وغيرها.
وأما بخصوص موقف المسلم الذي يعيش بين الكفار بعد نشر الرسوم المسيئة لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، فلا بد أولاً أن يعلم أن الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم والانتصار له واجب على كل مسلم، وكيفية الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم تختلف باختلاف الأحوال، ويمكن أن نذكر بعض النقاط المهمة التي يمكن أن يقوم بها المسلمون في الغرب، فمنها:
1- إظهار عدم الرضا بما فعله هؤلاء المبطلون، ويراعى في ذلك أن يكون تعبير المسلمين عن سخطهم بأسلوب حكيم يحقق المصلحة ولا تترتب عليه مفاسد.
2- كشف زيف وبطلان التهم التي روجوها حول النبي صلى الله عليه وسلم ويكون ذلك بعقد الندوات والمحاضرات وترجمة ما كتبه علماء المسلمين في رد هذه الشبهات إلى لغة القوم، ومحاولة نشرها في جرائدهم ومجلاتهم ومواقعهم الإلكترونية.
3- تعريفهم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم من مصادرها الصحيحة، وذلك بترجمتها إلى لغتهم أو نشر ما ترجم منها ككتاب الرحيق المختوم للمباركفوري.
4- التزام المسلم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنته في نفسه وأسرته ومجتمعه.
5- مقاطعة منتجات من سبوا النبي صلى الله عليه وسلم، وقد فصلنا ذلك في الفتوى رقم: 71469، والفتوى رقم: 71536.
وليعلم المسلمون أن طعن الكفار في النبي صلى الله عليه وسلم وما أثار ذلك من ردود، فرصة لهم ليعرفوا غير المسلمين بدين الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام، وإذا أحسنوا استغلال هذا الظرف، فعسى أن تنقلب المحنة منحة، كما قال الله تعالى لما طعن المنافقون في عرض النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النور:11}.
والله أعلم.