الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس هناك تعارض بين الدراسة وبين الزواج ، وليس الزواج عائقا عن الدراسة أو مانعا من العلم ، وهذه الفكرة خاطئة ، كما أن لها آثارا سيئة ، فتأخر الزواج يسبب للشاب والشابة اضرابات نفسية ، بسبب الحاجة الغريزية للنكاح ، وقد تؤثر هذه الاضطرابات سلبا على تحصيله الدراسي .
فنقول للأخ السائل: إن قدرت على إقناع أهلك بالزواج الآن فافعل ، وهذا خير علاج لما تحس به من اضطراب ، ومن شهوة قوية ، وإذا لم تقدر على إقناعهم ، فعليك بالعلاج النبوي وهو الصوم ، مع غض البصر والابتعاد عن أسباب إثارة الشهوة ، وملء الفراغ وبذل الجهد واستفراغ الطاقة في الدراسة وتحصيل العلم .
وأما بخصوص قولك: إنك تحس أن هذه الدراسة مضيعة للوقت ، فنقول: ليس الأمر كذلك ، فما من علم وإن كان دنيويا إلا وفيه نفع من وجه من الوجوه ، وقد تنتفع به في الحصول على وظيفة .
فاستعن بالله واحرص ما ينفعك ولا تستعجل ، وصحح النية ، فاجعل نيتك من هذه الدراسة خدمة الإسلام والمسلمين ، ونفع مجتمعك وأمتك ، واجعل نية إرضاء الوالد والوظيفة والزواج تبعا ، وليست الأصل ، وهذا خير من ترك الدراسة وإغضاب الوالد ، كما يمكنك طلب العلم الشرعي أيضا إذا ما نظمت وقتك ، واستغللت أوقاتك لا سيما أوقات العطل والإجازات .
والله أعلم .