الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبهك أيها السائل الكريم إلى أن ترك الصلاة والصوم وغيرهما من فرائض الدين وضرورياته والمجاهرة بذلك قد يصل بصاحبه إلى حد الكفر والعياذ بالله، كما صرح بذلك بعض العلماء، وقد فصلنا القول في ذلك في الفتويين: 6061، 55391. وعليك نصحه وبيان خطورة فعله، وإذا كان لا يسمع منك فتدل عليه من يسمع منه.
وأما حكم سفر المرأة لأجل التعلم أو غيره بدون محرم فهو كما ذكرت له، أضف إلى ذلك أن من شروط جواز سفر المرأة للدراسة في الغرب مع وجود المحرم أن يكون ما تنوي دراسته مما لا يتوفر في بلاد المسلمين، وأن يكون لائقا بطبيعة المرأة غير مشتمل على محرم، وغير ذلك مما بيناه في الفتاوى ذات الأرقام التالية:5807، 6015، 19009.
وينبغي أن تعلم أن المرء لا يجوز له محاباة صديقه أو غيره خشية غضبه فيكتم حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم، بل يبينه إذا علمه بالرفق واللين والحكمة والموعظة الحسنة، ولا يضره إذا غضب السائل أو كونه لم يعمل بما أفتي به؛ كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ{المائدة: 105} وإذا سئل المرء عما لا يعلم فليقل بملء فيه لا أعلم، ولا يتقحم شرع الله بالظن والتخمين . فمن أعظم المنكرات أن يقول المرء على الله ما لا يعلم؛ كما قال: وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ{النحل:116}. وقال: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ{الأعراف:33}
والله أعلم