الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف فيما اطلعنا عليه على خبر يطابق هذا اللفظ ولكن ورد في بعض الآثار ما يقرب من معناه ولفظه: إن الله ليستحي أن يعذب ذا شيبة في الإسلام. ثم بكى الرسول عليه الصلاة والسلام , فقيل له : ما يبكيك يا رسول الله ؟ قال أبكي ممن يستحي الله منه وهو لا يستحي من الله. وهذا الأثر رواه أحمد في كتاب الزهد وذكره ابن الجوزي في الموضوعات, ورواه البيهقي من حديث أنس مرفوعا بلفظ : يقول الله: إني لأستحي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام ثم أعذبهما. وقد اورد العجلوني أثرا آخر قريبا منه في كشف الخفاء ومزيل الإلباس فيما اشتهر من الحديث على ألسنة الناس وهو: إن الله يستحي أن يعذب شيبة شابت في الإسلام. ثم قال عقبه: هكذا ذكره الغزالي في الدرة الفاخرة, ورواه السيوطي في الجامع الكبير عن ابن النجار بسند ضعيف بلفظين آخرين أحدهما: إن الله ليستحي من عبده وأمته يشيبان في الإسلام يعذبهما. ثانيهما: إن الله عز وجل يستحيي من ذي الشيبة إذا كان مسددا كروما للسنة أن يسأله فلا يعطه.
وهذا جملة ما وقفنا عليه مما ورد في هذا المعنى.
والله أعلم.