الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يفر عند سماع صوت المؤذن وله ضراط فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين ، فإذا قضي النداء أقبل, حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر ، حتى إذا قضي التثويب أقبل ، حتى يخطر بين المرء ونفسه ، يقول اذكر كذا ، اذكر كذا ، لما لم يكن يذكر ، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى . متفق عليه . فقد يكون عواؤه لرؤيتها وهي تنفر وقد يكون هو شيطان ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الكلب الأسود شيطان . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى : الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرا ، وكذلك بصورة القط الأسود ، لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة . وقال أيضا: والجن يتصورون في صورة الإنس والبهائم؛ فيتصورون في صورة الحيات والعقارب وغيرها ، وفي صورة الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير, وفي صورة الطير وفي صورة بني آدم ، كما أتى الشيطان قريشا في صورة سراقة بن مالك لما أرادوا الخروج إلى بدر ، وكما روي أنه تصور في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة . اهـ
وأما الحديث المذكور فقد رواه الطبراني في معجمه الكبير والأوسط عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظ : يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تزخرف المساجد وأن تخرب القلوب . وجاء بلفظ : مساجدهم يومئذ عامرة وهي خراب من الهدى . رواه ابن عدي الجرجاني في الكامل في الضعفاء ، والحاكم في تاريخه ، والبيهقي في الشعب ، والداني في السنن الواردة في الفتن, وقال فيه الألباني: ضعيف جدا كما في السلسلة الضعيفة .
والله أعلم.