الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبعض الناس يطلق لفظ : تحياتي . عند انصرافه عن الجماعة الذين كان معهم ويقصد به سلامي؛ لأن من معاني التحية السلام, وهذا لا شيء فيه, لكن السنة أن يتلفظ بالسلام فيقول السلام عليكم لما رواه أحمد والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم ، فإن بدا له خير أن يجلس فليجلس ، ثم إن قام والقوم جلوس فليسلم ، فليست الأولى بأحق من الأخرة . ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم : 50263 .
وأما التخلف عن الجمعة ثلاث مرات فأكثر فسبب لطبع الله على قلب المتخلف وجعله في عداد الغافلين لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين . رواه مسلم. ولما رواه أصحاب السنن وأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه . وقد عد العلماء التخلف عن الجمعة من غير عذر من الكبائر والعياذ بالله. قال ابن القيم في إعلام الموقعين: ومنها ترك الجمعة وفي صحيح مسلم لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات. اهـ ولكن هذا في حق البالغ الذي يقدر على الذهاب إلى المسجد ولو بعد، مادام يعيش داخل البلد, وأما إذا كان يعيش خارجها فلا تجب إلا على من سمع النداء عند جماهير العلماء ، وأما المراهق غير البالغ فهو لا يزال غير مكلف فلا يجب عليه الذهاب ولا يشمله الوعيد المذكور, ومن لم يجب عليه السعي الجمعة أجزأه أن يصلي الظهر أربعا.
والله أعلم.