الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيوم الجمعة هو أفضل الأيام بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم, وفيه أدخل الجنة, وفيه أخرج منها, ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة. رواه مسلم في صحيحه.
كما قال صلى الله عليه وسلم: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم, وفيه قبض, وفيه النفخة, وفيه الصعقة, فأكثروا علي من الصلاة فيه, فإن صلاتكم معروضة علي، قال: قالوا: يا رسول الله, وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يقولون: بليت، فقال: إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء. رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم وصححه الشيخ الألباني.
وهذا الفضل الثابت ليوم الجمعة يشمله كله ما قبل الصلاة منه وبعدها, فلم نقف على ما يدل على تخصيص وقت منه بالفضل سوى الساعة التي يستجاب فيها الدعاء، والراجح أنها آخر ساعة من هذا اليوم قبل غروب الشمس، كما تقدم في الفتوى رقم: 4205، والفتوى رقم: 48397.
وليلة الجمعة تابعة ليومها في هذا الفضل ففي الفروع لابن مفلح الحنبلي: وليلة القدر أفضل الليالي، وهي أفضل من ليلة الجمعة، للآية وذكره الخطابي إجماعاً وذكر ابن عقيل روايتين: إحداهما هذا، والثانية ليلة الجمعة أفضل، وعلله بأنها تتكرر، وبأنها تابعة لما هو أفضل الأيام وهو يوم الجمعة، قال صاحب المحرر: وهي اختيار ابن بطة وأبي الحسن الخرزي وأبي حفص البرمكي.
واحتجوا بأن الليلة تابعة ليومها، وفيه ما لم يذكر في فضل يوم ليلة القدر، ولبقاء فضلها في الجنة، لأن في قدر يومها تقع الزيارة إلى الحق سبحانه، كما رواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة، وإسناده حسن. انتهى، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 38233، والفتوى رقم: 64350.
والله أعلم.