الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقراءة في مثل هذه المناسبات بدعة محدثة، ولا يجوز أخذ الأجرة عليها، وأما قراءة هذا الشخص في المسجد بين الأذان والإقامة بصوت عال، فلا ينبغي لما يترتب على ذلك من المفاسد كالتشويش على المصلين والقارئين، وقد جاء في الحديث: ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن. والحديث صححه أبو عمر ابن عبد البر، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وذكر العلماء أن من جملة آداب التلاوة: أن لا يجهر بين مصلين أو نيام أو تالين جهرًا يؤذيهم.
وليس له الحرية في هذا التصرف في مكان عام للمسلمين وهو المسجد، لأن للجميع حقًا في التعبد فيه، ويمنع الواحد منهم أن يشغل غيره، كما أنه ليس له أن يؤخر الصلاة عن وقتها لمجرد القراءة، لأن أداءها أول الوقت أفضل، ولأن بعض الناس قد يكون مرتبطًا بعمل بعدها فيتسبب في تأخره وربما تضرر به.
وأما بالنسبة لاستماع القرآن، فليس بواجب خارج الصلاة، والآية المذكورة إنما المراد بها وجوب استماعه في الصلاة؛ كما بيناه في الفتوى:22205، وعليه.. فلو دخلت المسجد والقارئ يقرأ أو الخطيب يخطب، فالسنة أن تصلي الراتبة، وتنوي بها أيضًا تحية المسجد، ولا تجلس بلا صلاة.
والذي ننصحكم به هو التلطف في نصح الشخص المذكور وبيان كلام العلماء في المسألة عسى الله أن يهديه.
والله أعلم.