الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته عن مديرك المباشر من الكذب والخداع في العمل والادعاء أمام الآخرين بأشياء عنك وهي ليست فيك، وما سعى فيه من إساءة العلاقة بينك وبين المدير التنفيذي للمؤسسة التي تعمل بها، كلها أخطاء كبيرة جدا.
ومع هذا فالذي ننصحك به في علاج حالك هذه، هو أن تهون الموضوع على نفسك، وتعامل هذا الذي أساء إليك بالحسنى خلافا لما عاملك به، فإن ذلك سيجعله يتراجع عما كان يضمره لك من الشر إن كان يضمر لك شرا أصلا. قال الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت: 34 ـ 35}.
وقد وردت نصوص في الشرع كثيرة تحث المظلوم على الصبر. قال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ {الشورى:43}. وقال تعالى: وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ [النحل: من الآية126].
ومما ننصحك به أيضا هو تجنب وصف مديرك هذا باللؤم أو بأي وصف آخر يحمل إساءة، لأن في تلك الأوصاف غيبة له وهي حرام.
وإن كنت لا تريد العمل بما نصحناك به، ولا تقبل إلا الدعاء عليه، فقد أباح الشرع الدعاء على الظالم بضوابط، وكنا قد بينا ذلك في فتاوى كثيرة، ويمكنك أن تراجع منها الفتوى رقم:22409، والفتوى رقم: 20322.
والله أعلم.