الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأت أمك وصديقتك بما حملاك عليه من الذهاب إلى العراف، فالذهاب إلى العراف أمر محرم ومنكر عظيم، لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه الترمذي.
بل لا يحل سؤاله، فضلاً عن تصديقه، ففي صحيح مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. وقد ازداد الخطأ بما ارتكبته من ذهابك إليه منفردة، مما ترتب عليه ما ذكرته من سوء نية ذاك الرجل الخبيث وقبيح تصرفاته.
أما الآن وقد نجاك الله من هذا الأمر، وعرفت خطأك فبادري إلى التوبة مما وقعت فيه، وأخلصي نيتك لله، واعلمي أن من تاب من ذنبه وأناب وأقلع عن معصيته فإن الله سبحانه يحبه ويقبله ويغفر له، قال سبحانه وتعالى: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}، وقال سبحانه وتعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}.
وإذا أقلعت عن ذنبك، وندمت على فعله، وعزمت على عدم العودة إليه، والتزمت الطاعة خوفاً من عذاب الله ورجاء ثوابه، فإنك بذلك تكونين قد حققت التوبة المطلوبة منك فأبشري واستقيمي ولا تقلقي، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما في الحديث الشريف ولا تخبري بما حصل لك أحداً.
والله أعلم.