الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي -أيتها الأخت الكريمة- أن الصلة بين الزوجين من أقوى الصلات وأوثقها، وليس أدل على ذلك من أن الله سبحانه وتعالى سمى العهد بين الزوج وزوجته بالميثاق الغليظ، فقال الله تعالى: وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا {النساء:21}، وإذا كانت العلاقة بين الزوجين هكذا موثقة مؤكدة فإنه لا ينبغي الإخلال بها ولا التهوين من شأنها، وكل أمر من شأنه أن يهون هذه العلاقة ويضعف من قواها فهو بغيض إلى الإسلام.
واعلمي كذلك أن عقد النكاح إذا تم مستوفياً جميع شروطه فإن الزوجية بذلك تكون قد حصلت، وترتب عليها حقوق لكلا الطرفين، وليس للزوجة أن تسافر إلا بإذن زوجها، فقد صرح بعض أهل العلم -وهم فقهاء الحنفية- بأن الزوج إذا وفى للزوجة مهرها المعجل فله أن يمنعها من السفر.
واعلمي كذلك أن المرأة لا يحل لها أن تسافر إلا برفقة زوج أو محرم، لما رواه الشيخان من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم.
واعلمي كذلك أن المرأة لا يحل لها أن تطلب الطلاق من زوجها لغير سبب معتبر، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أصحاب السنن وقال الترمذي حديث حسن.
فننصحك إذاً بأن تتمسكي بهذا الزواج الذي تم بينك وبين زوجك، وأن تعملي على إرضاء زوجك والنصح له، وإذا كانت لك حقوق لم يؤدها فاطلبيها منه، وتوخي في ذلك الحكمة وتقديم المصلحة العليا على المصلحة التي هي دون ذلك.
والله أعلم.