الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فصحيح ما ذكرتِه من أن من يدخل المنزل ليطلب فتاة عرفها وتحدثا معا وخرجا سويا من قبل يكون قد بدأ حياته بمعصية الله, فالخطيبة قبل أن يتم العقد عليها تعتبر أجنبية, وإن كان الشارع قد رخص في النظر إليها فذلك لم يخرجها عن حكم الأجنبية, ففي الصحيحين عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل.
ثم ما ذكرتِه عن الإخوة من الدقة في تحديد الوصف الذي يريدون أن تكون عليه الزوجة لا يدل على المثالية فمن يبحث عن المرأة الصالحة الملتزمة لا بد من أن يتغاضى عما يمكنه التغاضي عنه من الأمور البسيطة, ومن طلب صاحبا بلا عيب فيه خرج من الدنيا بلا صاحب, وعليهم أن يضعوا في الاعتبار قول القائل
فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها * كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك فإن العيب الذي يجب ذكره للخطيب هو العيب الذي يثبت به فسخ النكاح إذا وجد في الزوجة ، والعيوب التي يثبت بها الخيار ليست محددة على ما رجحه بعض أهل العلم, وإنما هي كل أمر ينفر منه الطرف الآخر ولا يحصل معه المقصود من النكاح.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد : والقياس أن كل عيب ينفر الزوج الآخر منه ولا يحصل به مقصود النكاح من الرحمة والمودة يوجب الخيار ... إلخ.
وما ذكرت أنك كنت تعانين منه من الوسواس القهري- والذي قلت إن الله قد عافاك منه - يعتبر عيبا بسيطا خصوصا أنك شفيت منه. وبالتالي فلا يجب عليك ذكره للخطيب. ونسأل الله أن ييسر لك أمرك, وأن يرزقك الزوج الصالح والذرية الصالحة إنه على ما يشاء قدير .
والله أعلم.