جمع الشمل بين الآباء والأبناء في الجنة من تمام النعيم

18-4-2001 | إسلام ويب

السؤال:
هل الإنسان يعرف إخوانه من أمه وأبيه في الجنة؟ وما الدليل؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالله -جلَّ وعلا- يقول: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ {الطور: 21}.‏ وما ألحق به إلا لتقر به عينه، فكل منهما عارف بالآخر.

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله- في ‏تفسير هذه الآية: يخبر تعالى عن فضله وكرمه وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه، أن المؤمنين ‏إذا اتبعتهم ذرياتهم بالإيمان، يلحقهم بآبائهم في المنزلة، وإن لم يبلغوا عملهم لتقر أعين ‏الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيجمع بينهم على أحسن الوجوه، بأن يرفع الناقص ‏العمل بكامل العمل، ولا ينقص ذلك من عمله ومنزلته للتساوي بينه وبين ذاك. اهـ.

وقال تعالى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ {الحجر: 47}، وإذا لم يتم التعارف فما الفائدة من نزع الغل من الصدور؟ ‏فالحاصل أن أهل الجنة يعرف بعضهم بعضاً إذا كانوا على علاقة في الدنيا، وهذا من تمام ‏النعيم.

وقد قال تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ {الزخرف: 71}، وأي شيء ‏أشهى إلى النفس، وألذ للناظر من أن ترى حبيبك في الدنيا، وهو يشاركك ما أنت فيه من ‏نعيم مقيم.‏

والله أعلم.‏

www.islamweb.net