الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يشرع لأهل الميت صنع الطعام، ولا دعوة جماعة ليقرؤوا شيئا من القرآن والأذكار ويهدوا ثواب ذلك للميت ثم يأكلوا من الطعام المعد.
وكل هذا مخالف للسنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه أتاهم أمر يشغلهم. رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
فالسنة أن يقدم هذا الطعام لأهل الميت، لا أن يصنعوه وينشغلوا به زيادة على انشغالهم بمصابهم.
وقد قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة. رواه أحمد.
واعتقاد أن هذا العمل ينفع الميت اعتقاد غير صحيح، لأن النياحة مما يتأذى به الميت، وإذا كان هذا الطعام يصنع من مال الورثة وفيهم قصر، أو من لا تطيب نفسه بحقه فيه فإن فيه منكرا آخر، وهو الاعتداء على حقهم.
ولا يشرع قراءة القرآن للميت على الوجه الوارد في السؤال لأنه عمل محدث لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، ولو كان خيرا لسبقونا إليه.
وأما الحديث فلا دلالة فيه على جواز صنع أهل الميت الطعام والدعوة إليه لأنه لم يقل أحد أن الداعي كان أهل ذلك الميت، ولم يستدل به أحد فيما نعلم على ذلك، وإنما وقع خطأ في رواية الحديث بيناها في الفتوى رقم: 76358.
والله أعلم