الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المعلوم أن أي شراب اختلط به لحم خنزير فإنه يتنجس، وبالتالي فلا يجوز استعماله لمن لم يضطر إليه، لقول الله تعالى في شأن الخنزير: قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ{الأنعام:145}.
فإذا أثبتت التحاليل أن الخنزير يدخل في تركيب البيبسي فالواجب على المسلمين تجنب استعماله.
وإذا لم يثبت شيء من ذلك، فالقاعدة المقررة هي أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يثبت موجب التحريم.
لكن الأولى للمسلم أن يجتنب كل ما يشك في حليته، ليكون قلبه مطمئنا، فقد روى الترمذي في سننه عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
وأما ما ذكرته من أن شركات البيبسي قد رسمت رسما كاريكاتيريا يظهر المصلين على هيئة زجاجات بيبسي، وأنهم كتبوا ما معناه أنهم لا يخافون من مقاطعة العرب والمسلمين لأنهم لا يستطيعون العيش بدون البيبسي, فإنه –في الحقيقة- أمر مستغرب، لأن البيبسي ليس من ضروريات الحياة، وبل وليس من الحاجيات، لما يوجد من البدائل الكثيرة المغنية عنه.
وقد ثبت بالتجربة أن كثرة استعماله تضر ببعض الأشخاص، فكيف مع كل هذا يدعي منتجوه أن المسلمين لا يمكن استغناؤهم عنه؟
وعلى أية حال، فإن واجب كل مسلم أن يدافع عن دينه ونبيه -صلى الله عليه وسلم-. وإذا رأى المسلمون أن في مقاطعة بضاعة الكفار أو بعض منهم، مصلحة شرعية، كأن تكون وسيلة للدفاع عن المقدسات، فعليهم أن يفعلوا ذلك وأن يلتزموا به.
والله أعلم.