الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقول زوجتك إنها استيقظت يوم وفاة عبد الرحمن من النوم وهي كالشيطان لم تدر ما تفعله... وقولها( أنا ما كنتش دريانه أنا بعمل إيه ما فقتش غير لما لقيت الناس حاواليه وبيقوله عبد الرحمن مات)، إلى آخر كلامها، إن كانت تقصد منه أنها وقعت في غيبوبة بحيث لا تعي ما تفعل، فإنه لا شيء عليها، وتكون ديته على عاقلتها، لأنها حينئذ كالمجنونة.
قال ابن رشد الحفيد: القول في شروط القاتل، فنقول: إنهم اتفقوا على أن القاتل الذي يقاد منه يشترط فيه باتفاق أن يكون عاقلا بالغا.. بداية المجتهد ج2 ص 296.
وروى مالك عن يحيى بن سعيد أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية بن أبي سفيان أنه أتي بمجنون قتل رجلا، فكتب إليه معاوية أن أعقله ولا تقد منه، فإنه ليس على مجنون قود. انظر المنتقى شرح الموطأ ج7 ص71.
وأما إذا كانت تعي ما تفعل وقتلته بالطريقة المذكورة، فإنه لا يقتص منها عند الجمهور، وإنما تلزمها الدية، وانظر أدلة ذلك في الفتوى رقم: 30793.
وهذا الافتراض الأخير مستبعد جدا لما ذكرته عنها من الطيب والحنان، ولما جبل عليه الأمهات من المحبة الشديدة لأبنائهن، خصوصا في مثل السن التي هو فيها.
والله أعلم.