الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فموقعنا هذا ليس معنيا بتفسير الرؤى والأحلام، ولكننا -أيها الأخ الكريم- نريد أن نلفت انتباهك إلى أن الرؤيا ليست مصدرا شرعيا يعتمد عليه، وتبنى عليه الأحكام.
فهي قد تكون سببا في يقظة صاحبها من غفلته ومدعاة لتوبته، كما وقع لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه رأى في المنام كأن ملكين أخذاه فذهبا به إلى النار، يقول رضي الله عنه: فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار. قال: فلقينا ملك آخر، فقال لي: لم ترع. فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل، فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا. متفق عليه.
وعليه، فلا بأس بأن تعتمر عن أمك وتتصدق عنها، ولكن ينبغي أن يستقر في ذهنك أن ما رأيته في المنام لا يبنى عليه شيء ثابت.
والله أعلم.