الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مما يجدر التنبيه عليه قبل كل شيء هو أن تأخير الصلاة عن وقتها بحيث تكون قضاء من غير عذر كنسيان أو نوم أمر محرم، وهو مخالفة صريحة لما أمر الله به المؤمنين من إقامة الصلاة في وقتها.
قال الله تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً {النساء: 103}. حيث إن للصلاة مواقيت محددة حددها القرآن الكريم إجمالا وبينها النبي صلى الله عليه وسلم قولا وعملا. والذي يؤخر الصلاة عن وقتها من غير عذر معتبر شرعا داخل تحت عموم قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ. { الماعون: 4-5}، أي الذين يؤخرونها عن أوقاتها.
وعليه.. فإن كانت السائلة تؤخر الظهر والعصر والمغرب عن أوقاتها من غير عذر معتبر شرعا فعليها أن تتوب إلى الله تعالى من ذلك، ولتعلم أن الشغل مثل الدراسة أو غيرها ليس عذرا لتأخير الصلاة عن وقتها، وإن كانت مرتبطة بشغل فعليها إذا دخل وقت الصلاة أن تصلي ثم تتابع عملها، ولتراجع الفتوى رقم: 5940، والفتوى رقم: 45178.
فإن أخرت الصلاة حتى فات وقتها سواء كان ذلك لعذر أو لغير عذر فعليها القضاء ومراعاة الترتيب بين الفوائت أنفسها وبينها وبين الحاضرة، فمثلا في هذه الحالة كان عليها أن تصلي الظهر والعصر ثم المغرب وهكذا، لكن لو قدمت المغرب على الظهر والعصر هنا صحت صلاتها لأن الترتيب هنا ليس شرطا في صحة الصلاة، ولمزيد الفائدة في هذا المعنى يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 42800، والفتوى رقم: 61320.
والله أعلم.