الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل في تصرف الإنسان الصحة والسلامة، وأن ما في يده ملك له يتصرف فيه بالبيع والشراء والهبة ونحو ذلك من التصرفات المباحة، ولا ينقل عن هذا الأصل إلا بدليل، وبالتالي لا حرج على من يتعامل معه في ملكه أو ما هو مأذون له في التصرف فيه، ولا عبرة بالتوهم والشك ما لم يبلغ الأمر إلى غلبة الظن، أي الظن القوي أن هذا القبطان يتصرف في ملك غيره بدون إذن فعندئذ لا يجوز لك أخذ ذلك منه.
جاء في كتاب بريقه محمودية: الورع في زماننا -أي زمن المؤلف وقد عاش في سنة 1100 هـ فكيف بزماننا نحن- التحرز عن الظلم وإيذاء الغير بغير حق... وأن يجعل -أي الورع في زماننا- ما في يد كل إنسان ملكاً له بلا سوء ظن، لأن اليد دليل الملكية ما لم يتيقن الظاهر أن غلبة الظن ملحقه ليقين فالشك والظن لا يُعتبران كونه يعينه مغصوباً أو مسروقاً ويلحقه نحو الربا والرشا.
والله أعلم.