الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان أبوك على ما ذكرته من الحال فهو -والعياذ بالله- كافر خارج عن الملة، وبالتالي فلا يجوز أن تكون بينه وبين أمكم أية علاقة زوجية، لقول الله سبحانه وتعالى: وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ {البقرة:221}، وقوله تعالى: لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ {الممتحنة:10}، وأما أنتم كأبناء له، فالواجب عليكم معاملته باللين واللطف، وأن لا تقصروا في البر به والإحسان إليه ما دام ذلك في حدود الشرع، ثم عليكم أن تجتهدوا في النصح له، والأخذ بيده إلى جادة الحق، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم:6}، واستعينوا على ذلك باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء له بإصلاح الحال، والاستقامة على الدين، ثم بالموعظة الحسنة، ونسأل الله أن يعينكم ويفرج كربتكم.
والله أعلم.