الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المعروف في تاريخ هذين الرجلين أنهما كانا قبل الميلاد، ومن الصعب إثبات ما يحكى عنهما من تقمص شخصية نبي الله وعبده عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم أو عدم تقمصهما، ألا أن البوذيين يعتقدون أن بوذا ابن الله، تعالى الله عما يقول الظلمون علواً كبيراً، ويعتقد الهندوس أخطر من ذلك في كرشنا، وراجع للتوسع في أمرهما الموسوعة الميسرة.
وأما زعم أن النبوءات جاء بخبر عيسى ونبوته حتى اطلع عليها بوذا أو غيره فهذا باطل، ولا يعقل أن يبنى عليه اعتقاد الضالين من النصارى نبوة عيسى، فإن هذا الأمر أبطله القرآن واستشنعه وبين أنه ما كان ينبغي لله أن يتخذ ولداً، وفي هذا أعظم الرد ومن أصدق من الله حديثاً، قال الله تعالى: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا* لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا* تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا* أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا* وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا* إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا {مريم}، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 682، والفتوى رقم: 34579.
والله أعلم.