الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت في الشرع الحنيف أن الولد يكون ذكراً إذا علا مني الرجل مني المرأة، وبالعكس يكون أنثى بإذن الله، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه وغيره من حديث ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله. الحديث.
كما ثبت علمياً أن التذكير والتأنيث في المولود يخضع لما يقدره الله من التقاء الكوروموزومات التي تحمل جميع الصفات الوراثية للكائن الحي، والإنسان تحوي كل خلية من خلاياه على ثلاث وعشرين زوجاً من الكوروموزومات، كلها من نوع xx إلا الكوروموزوم المتعلق بالجنس فإنه بالنسبة للمرأة يكون: xx وللرجل: xy.
ومن المعلوم أن نصف الكوروموزومات من كل جهة يلتقي مع النصف الآخر من كوروموزومات الجهة الأخرى، وينعزل النصفان الآخران، وإذا التقى في كوروموزوم الجنس الذي هو: x من المرأة مع: x من الرجل، فإن المولود يكون أنثى، وإذا التقى x من المرأة مع y من الرجل كان المولود ذكراً، أي أن التذكير والتأنيث يتبعان لنوع الكوروموزوم الذي يأتي من الرجل، وليس لكوروموزوم المرأة فيه دور، لأنها لا تعطي إلا xx ومن هذا تتبين الحكمة البالغة في قول الله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ {الأحزاب:5}
وليس بين هذه الحقائق العلمية تناقض مع ما ورد في الحديث الشريف الذي تقدم ذكره، وإذا ثبت شرعاً أن التذكير والتأنيث لا علاقة بينهما وبين عمر المرأة أو الأشهر الميلادية، وثبت مثل ذلك علمياً، لم يبق إلا أن يكون الجدول المذكور داخلاً في باب الدجل والعرافة والخرافات، وبالتالي يكون استخدامه غير جائز.
والله أعلم.