الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جاء في النهاية في غريب الحديث "يقال عَبِد بالكسر، يعبَد بالفتح، عَبَداً بالتحريك، فهو عابد وعبد"، فالزيادة في المبنى تدل على زيادة في المعنى.
والذي يظهر: أن العابد هو من بالغ في التنسك والتعبد لله تعالى، بخلاف العبد، فإنه يطلق غالبًا على من أتى بواجب العبودية دون كمالها، فكل عابد عبد، وليس كل عبد عابدًا ومن غير الغالب: وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ {ص:17}، ونحوه.
فلا شك أن العبد هنا أطلق على من هو مبالغ في التنسك والتعبد، على أنه قد يكون في إضافته إلى الله ما يؤذن بذلك.
والله أعلم.