الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن لتقوى المرء آثاراً ملموسة تظهر له عاجلة مع ما يدخره الله له من المثوبة الآجلة، فقد روى البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة.
قال ابن حجر عند الكلام على حديث (الرؤيا الحسنة) قال المهلب: فالناس على هذا ثلاث درجات: الأنبياء ورؤياهم كلها صدق، وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير. والصالحون والأغلب على رؤياهم الصدق، وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى تعبير، ومن عداهم يقع في رؤياهم الصدق والأضغاث.
ولكن ما ذكرته من صدق رؤى ابنتك، وأنها مبتلاة بأمر معين، وأن كل من يعاتبها على ما يحدث لها أو يعيرها يحدث له مثل ما يعيرها به، ليس فيه دليل على أن لها مكانة عند ربنا جل وعلا، وإنما الدليل على أن لها تلك المكانة هو ما ذكرته عنها من أنها ملتزمة ومطيعة، وهذا هو المهم.
والله أعلم.