الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قرأنا بتمعن وتفحص رسالتك الطويلة، المملوءة بالعواطف الجياشة والعشق المتوقد، وعلمنا ما أنت فيه من المشاعر والصراعات النفسية، فنسأل الله أن يفرج كربتك ويزيل حسرتك، ويبلغك أملك في غير فتنة مضلة ولا ضراء مضرة.
وينبغي أن نشير هنا إلى بعض الملاحظات، علها تجدي بعض النفع أو تساهم في إزالة ما أنت فيه من الكرب. وذلك على النحو التالي:
1.أن فائدة العقل للإنسان هي أن يقارن به بين الأمور فيختار منها ما هو أصلح له وأكثر نفعا.
2.أن من كان له هذا القدر من العواطف التي لا حدود لها ينبغي أن لا يكون همه قاصرا على إشباع رغبة ستنتهي في وقت قصير، وإنما يكون همه هو الوصول إلى ما فيه إشباع الرغبة بلا منع ولا انقطاع.
3.أن ما يتصوره البعض من كراهيته من طرف أبويه أو أقربائه الأقربين يكون في الغالب غير صحيح، وإنما يوسوس به الشيطان وسوسة لمن وجد في صدره قبولا لمثل تلك الأوهام. والغالب أن الآباء مجبولون على حب الأبناء والبنات، ولكنهم مختلفون في طريقة التعبير عن ذلك الحب.
4.أن لما ذكرته من العشق علاجا ذكره أهل العلم، ولا نظن إلا أنك إن أخذت به ستجدين فرجا مما أنت فيه. ولك أن تراجعي فيه فتوانا رقم: 9360.
5.أن ما تحسبينه ورعا إزاء ما ذكرته من الخلوة في اللقاءات والانفراد في السيارة، وإمساك لليد، وعلاقة مستمرة منذ خمسة شهور... إنما هو –في الحقيقة- فتنة ومكيدة من مكايد الشيطان.
6.أن الزواج العرفي إذا كان هو الطريق الوحيد لحل المشكلة، فإنه يمكنك أن تراجعي في حكمه، والحالة التي يكون بها مقبولا فتوانا رقم: 5962.
والله أعلم.