الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسلم يحسن به أن يكون حريصا على التعاون مع إخوانه في تحقيق مصالحهم، وأن يحب لهم الخير كما يحبه لنفسه، وأن يؤثرهم على نفسه إن أمكنه ذلك، وأن يتعامل معهم على أنهم جسد واحد.
ففي الحديث: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. متفق عليه.
وفي الحديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. متفق عليه.
وأما إذا حصل من هذه الزميلة عمل مساع خاصة بنفسها لتحقيق ترقيها فننصحكن بالصبر وبالاستعانة بالله تعالى أن يعطيكن تحقيق طموحاتكن، وأن يهبكن أفضل فهو المجيب الدعاء الواسع العطاء، وقابلن تصرف الزميلة بالإحسان والتغاضي عن هفواتها، وحاولن بذل الوسع في استدراك ما فاتكن، وأكثرن من الدعاء المأثور الذي رواه الترمذي: اللهم مارزقتني مما أحب فاجعله قوة فيما تحب، وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا لي فيما تحب.
وأما عتاب الناس لكن على الصبر وعدم المشادة مع الزميلة فلا يلتفت إليه، ولاسيما إذا كانت الصديقة لم تعتد على حق لغيرها، وإنما سعت هي مساعي وحدها لتحقيق مصلحتها. وراجعي للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 64724، 74817، 63172، 49966.
والله أعلم.