الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا لم تدرك صلاة الجماعة في المسجد فلتصلها في البيت مع شخص واحد أو أكثر فذلك أفضل من أدائها في المسجد منفردا ففي أسنى المطالب ممزوجا بروض الطالب وهو شافعي:
فرع: ويحوز فضيلتها أي الجماعة بصلاته في بيته، أو نحوه بزوجة، أو ولد أو رقيق، أو غيرهم إذ أقلها اثنان وهي في البيت ونحوه أفضل من الانفراد بمسجد لخبر { صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله} رواه ابن حبان وغيره وصححوه ولما مر أن الفضيلة المتعلقة بنفس العبادة أفضل من الفضيلة المتعلقة بمكانها، أو زمانها، انتهى.
فإذا أمكنك أداء الصلاة مع الزوجة والشخص المعذور معا فهذا أفضل، وإن لم يمكن فأيهما صليت معه حصل لك ثواب صلاة الجماعة، إلا إذا دخل الشخص المسجد الحرام بمكة أو المسجد النبوي بالمدينة المنورة أو المسجد الأقصى فالأفضل له الصلاة منفردا ولو وجد جماعة في بيته.
ففي مواهب الجليل للحطاب المالكي:
وكذلك قال مالك أيضا فيمن أتى مسجدا فوجد أهله قد فرغوا من الصلاة فطمع أن يدركها في مسجد آخر أو في جماعة يجمعها معهم، فلا بأس أن يخرج إن أحب ويذهب إلى حيث يرجو إدراك الصلاة فيه مع الجماعة إلا أن يكون ذلك في أحد المساجد الثلاث المفضلة، فلا يخرج عنها وليصل وحده فيها فإن صلاته فيها فذّا خير من الجماعة في غيرها. انتهى
وفي الغرر البهية لزكريا الأنصاري الشافعي:
قال المتولي: والصلاة منفردا في المساجد الثلاثة أفضل من الجماعة في غيرها. انتهى.
وراجع الفتوى رقم: 47743. وللفائدة راجع الفتوى رقم: 36549.
والله أعلم.