الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ألف في الحديث المتواتر جملة من أهل العلم ذكر بعضهم الشيخ محمد بن جعفر الكتاني في كتابه (نظم المتناثر من الحديث المتواتر)، وممن ذكر من هؤلاء العلماء:
1) الحافظ جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، وقد سمى كتابه (الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة) ثم جرد مقاصده في جزء لطيف سماه (الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة).
2) شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن طولون الحنفي الدمشقي الصالحي، واسم كتابه (اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة).
3) الشيخ أبو الفيض محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المصري، واسم كتابه (لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة)، ومنه أخذ الشيخ صديق بن حسن بن علي القنوجي البخاري الحسيني الأربعين التي جمعها مما بلغ حد التواتر وسماها (الحرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون).
وههنا أمر ينبغي التنبه له، فقد نقل الكتاني في كتابه المذكور آنفا عن الشيخ أبي الحسن محمد صادق السندي المدني أنه قال في شرح النخبة: وقد تساهل السيوطي في الحكم بالتواتر فحكم على عدة من الأحاديث بذلك وأوردها في كتاب سماه: الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة. انتهى، ثم قال الكتاني معلقاً: وهو كذلك فإنه ذكر عدة أحاديث ربما يقطع الحديثي بعدم تواترها، ويظهر أيضاً من كلامه أنه قصد جمع المتواتر اللفظي، ثم إنه كثيراً ما يورد أحاديث صرح هو أو غيره في بعض الكتب بأن تواترها معنوي. انتهى.
والله أعلم.