الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن الأم حقها عظيم، فقد قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {الإسراء:23}، وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً {الأحقاف:15}، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رجل: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك أدناك. رواه مسلم.
ولكن ما ذكرته من العيش مع جدتك أم والدك بطلب من أبيك؛ لأنها تعيش وحيدة...، وأن أمك تأتيكم كل يوم عند جدتك، وقد قالت لك إنها لا تمانع في سكنك مع الجدة...، كلها أمور تبعدك من أن توصفي بالعقوق.
ولكنك إذا وجدت فرصة لزيارة الأم من حين لآخر، لما بينته من الحاجة إلى مساعدتك، دون أن يخل ذلك بأمر الجدة، كان ذلك أقرب إلى الصواب والجمع بين إرضاء الجميع.
والله أعلم.