الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أعظم ما ابتلي به بعض الشباب في هذا الزمان التطاول على الدعاة والعلماء، ولا شك أن هذا الأمر خطير، وسبق أن ذكرنا نصيحة الشيخ ابن باز للشباب بهذا الخصوص فراجعها بالفتوى رقم: 18788.
فإن ثبت ما ذكرت عن هذا الشخص من التهكم من هؤلاء الدعاة فهو مسيء، وعليك أن تستمر في نصحه إن رجوت أن ينفعه النصح، فإن لم ترج من ذلك نفعا أو خشيت أن يزداد في غيه فالأولى السكوت وعدم مناقشة هذا الأمر معه، ولا يلحقك حينئذ إثم إذا تكرر منه هذا الفعل ولم تنكر عليه بلسانك، ولكن الواجب عليك مفارقة مجلسه في هذه الحالة؛ لأن أدنى درجات إنكار المنكر الإنكار بالقلب وهو يقتضي مفارقة مكان المنكر.
وههنا أمر وهو أن الهجر قد يجدي نفعا فإن غلب على ظنك أن ينفعه الهجر ويزجره عن مثل هذه التصرفات فيمكنك هجره.
والله أعلم.