الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصدقة تطلق على الزكاة الواجبة وعلى صدقات النافلة فإن كنت تقصد بالصدقة الزكاة فلا يجوز لك أخذها، إلا إن كنت من مصارفها، لأنها حق لمن ذكرهم الله تعالى بقوله: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {التوبة:60}، فإن لم تكن فقيراً ولا مسكيناً بأن كان دخلك يكفيك لنفقة نفسك ونفقة من تلزمك نفقته من زوجة وعيال، ولم تكن مديناً بدين لا تجد سداده إن لم تكن كذلك فإنك لست من أهل الزكاة فلا يحل لك أخذها، وهذا لا يعني أن لا يجوز لك أن تأكل منها أو تقبلها إذا أعطاك إياها مالكها الفقير ونحوه.
وإن كنت تقصد بالصدقة صدقة التطوع فيجوز للغني أخذها بلا سؤال، وإن امتنع منها فلا شيء عليه، ولا يكون مرتكباً لإثم، والقول بأنه آثم غير صحيح.
والله أعلم.