الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وأما حلق اللحية فقد فصلنا القول في بيان تحريمه في الفتوى رقم: 71215، وليس سبب التحريم التشبه بالنساء، بل ما هو أخطر من ذلك وهو التشبه بالكفار،
وأما الدعاة إلى الله فينبغي أن يستفاد منهم فيما يقولون من الحق، ولا يقلدون في أخطائهم التي قد يكونون قلدوا فيها قولا مرجوحا، بل إن الداعية يتعين عليه أن يكون أشد الناس التزاما بالشرع فذلك أدعى لقبول كلامه وهو منهج الأنبياء، وهو ما دعت له نصوص الشرع، فقد حكى الله عن شعيب عليه السلام أنه قال لقومه: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ {هود:88}، وقال تعالى: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {البقرة:44}.
وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن اتقاكم وأعلمكم بالله لأنا. وفي حديث الصحيحين أنه قال: يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه في النار، فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟! فيقول: بلى، قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه.
وراجع للمزيد من التفصيل في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9329، 28171، 53105، 75171، 33346.
والله أعلم.