الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر التي عظم الله تعالى أمرها، وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة مصرحة بحرمة هذه الكبيرة ومحذرة منها، كما هو مبين في الفتوى رقم: 11649.
ومما يدل على شناعة هذا الذنب أن صاحبه يعجل الله تعالى له العقوبة في الدنيا، كما ورد في الحديث: بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا البغي والعقوق. رواه الحاكم وصححه الألباني.
ومع هذا فلا أحد يستطيع الجزم بأن البنت لا تقبل صلاتها أو صيامها إذا كانت تسيء معاملة أبيها؛ لأن نصوص الكتاب والسنة قد دلت على أن كل ذنب دون الشرك يصح غفرانه، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ {النساء:48}. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له رواه ابن ماجه.
والله أعلم.