الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن لعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمر منكر ولا يجوز فعله ولا الأمر به، وقد كان علي رضي الله عنه مبجلاً ومعظماً عند الخلفاء الثلاثة الذين كانوا قبله، وكذا معاوية رضي الله عنه، فقد كان مع خلافه معه يعترف له بالفضل ويترحم عليه، وقد سأل معاوية ضرار بن حمزة فقال له: صف لي علياً، فذكر له ما كان يتحلى به من جميل الصفات، فقال معاوية رضي الله عنه: رحمه الله أبا الحسن كان والله كذلك.
وما يذكر عن معاوية من لعن علي كذبه ابن كثير في البداية والنهاية، وقال إنه لا يصح، وما يذكره بعض المؤرخين عن بعض أمراء بني أمية وولاتهم وبعض الخوارج من الأمر بلعن علي فإنه لو صح مردود عليهم، فلا يجوز بغض أحد من الصحابة ولا لعنه ولا سبه، وراجع في أهمية الترحم والترضي على الصحابة والذب عنهم وعدم الخوض فيما شجر بينهم الفتاوى ذات الأرقام التالية: 78218، 56164، 56684، 29281، 47533.
والله أعلم.