الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولاً أن هذين الطفلين إن لم يكن لهما مال فنفقتهما على أبيهما، فهو الذي يجب عليه أن ينفق عليهما، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 31691.
وأما الإحسان إليهما من قبل الأقارب فهو أمر مطلوب وفيه أجر عظيم، ومن ذلك رعاية أمك لهما، فهي إنما تفعل ذلك رحمة بهما وشفقة عليهما، وإذا كان الأمر كذلك فليس من المعروف نصحها بترك هذا البر والإحسان، بل هي صاحبة الحق في حضانتهما، ولا ينبغي لك كره هذين الطفلين بسب تصرفات أبيهما، ففي ذلك مؤاخذة لهما بجريرة غيرهما.
وأما ما ذكرت من مقابلة هذا الرجل الإحسان بالجحود وافتعاله المشاكل مع أمك، فإن ثبت ذلك عنه فهو بذلك مسيء ومفرط، ومن شأن الكرماء مقابلة الإحسان بالإحسان لا بالإساءة والنكران، ومع هذا نوصيكم بالصبر عليه، وتسليط من يبذل له النصح، ومن يرجى أن يكون قادراً على ردعه عن مثل تلك التصرفات.
والله أعلم.