الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن لذكر الله تعالى آداباً ينبغي للذاكر أن يتحلى بها، وفوائد يحسن به أن يعلمها ليزداد نشاطاً في الذكر، فمن آداب الذكر:
أولاً: الإخلاص لله تعالى إذ هو الشرط الأول لقبول الأعمال، وكل عمل لا إخلاص فيه لا فائدة ترجى منه، بل قد يضر.
ثانياً: استحضار القلب والتدبر إذ هو المقصود من الذكر، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتاب الأذكار: المراد من الذكر حضور القلب فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر فيحرص على تحصيله ويتدبر ما يذكر ويتعقل معناه، فالتدبر في الذكر مطلوب... إلخ.
ثالثاً: أن يذكر الله على طهارة -وهذا مستحب- وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر أو قال على طهارة. رواه أبو داود وصححه الألباني.
رابعاً: ما جاء الشرع بتقييد أو تحديد عدد معين فيه كمعقبات الصلاة وغير ذلك، فينبغي التقيد فيه بما جاء به الشرع، وانظر لأهمية هذه النقطة الفتوى رقم: 6604.
خامساً: خفض الصوت بالذكر وعدم الجهر به جهراً بليغاً، قال الله تعالى: وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ... {الأعراف:205}، قال ابن كثير رحمه الله: وهكذا يستحب أن يكون الذكر لا يكون نداءً وجهراً بليغاً. انتهى، وأما فوائد الذكر فهي كثيرة جداً يصعب حصرها، وقد ذكر ابن القيم أن للذكر أكثر من مائة فائدة، وذكر منها:
أولاً: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
ثانياً: أنه يرضي الرحمن عز وجل.
ثالثاً: أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
رابعاً: أنه يجلب للقلب الفرح والسرور.
خامساً: أنه يقوي القلب والبدن.
سادساً: أنه ينور الوجه.
سابعاً: أنه يجلب الرزق.
ثامناً: إنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة، إلى غير ذلك من الفوائد في الكتاب المشار إليه.
والله أعلم.