الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ورد في الأحاديث الضعيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها: يا عائشة أما تعلمين أن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران، وكلثم أخت موسى، وامرأة فرعون. وجاء في السلسلة الضعيفة أنه حديث منكر.
وجاء في تفسير ابن كثير: من حديث أبي بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على خديجة وهي في الموت فقال: يا خديجة إذا لقيت ضرائرك فأقرئيهن مني السلام، فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تزوجت قبلي؟ قال: لا، ولكن الله زوجني مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وكلثم أخت موسى، ضعيف أيضاً، وقال أبو يعلى: حدثنا إبراهيم بن عرعرة حدثنا عبد النور بن عبد الله، حدثنا يوسف بن شعيب عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعلمت أن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران، وكثلم أخت موسى، وآسية امرأة فرعون؟ فقلت: هنيئاً لك يا رسول الله، وهذا أيضاً ضعيف وروي مرسلاً عن ابن أبي داود. انتهى. ولك أن تراجع للمزيد من الفائدة في الموضوع الفتوى رقم: 28502.
ومن ذلك يتبين لك أن جميع هذه الأخبار ضعيفة، وأما سؤالك عما إذا كان هذا الحديث يؤخذ به في فضائل الأعمال، فجوابه: أن فضائل الأعمال يقصد بها النافلة من العبادة، وهذه الأحاديث هي أخبار وليس فيها عبادة، وبالتالي فلا معنى للأخذ بها في فضائل الأعمال.
والله أعلم.