فاعلمي أيتها الأخت السائلة أن مفتاح السعادة في خزانة طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فمن أطاع الله وأطاع رسوله ففعل الفرائض واجتنب المحرمات فإنه يسعد في الدنيا فيذهب عنه القلق والاكتئاب ، ويسعد في الآخرة قال الله تعالى :"فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون" ( الأنعام الآية 48 ) وقال تعالى :" أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب" ( الرعد الآية 28 ) .
فاحرصي على فعل الطاعات واحذري أشد الحذر من الذنوب كبيرها وصغيرها فإنها سبب كل قلق واكتئاب.
كما أنه لا ينبغي للمؤمن أن يعطي الدنيا أكثر من حجمها ، فالحزن الشديد على فوات أمر من أمور الدنيا قد يكون علامة على تعلق القلب بها ، فلا داعي للحزن الشديد والاكتئاب لأجل فوات الإجابة عن بعض الواجبات الدراسية وابذلي جهدك فيما يستقبلك من الدراسة والامتحان واعلمي أن الدنيا لا يدوم فيها نجاح ومن لم يتذوق طعم الفشل أحياناً لم يعرف قيمة النجاح وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم :" حق على الله أن لا يرتفع شيء لا وضعه" رواه البخاري . فينبغي للمسلم أن يحرص على ما ينفعه ومع ذلك ليوطن نفسه على أنه قد يصيبه الفشل وليعلم أن كل شيء بقضاء الله وقدره ، وأن الخسران الحقيقي هو خسران الآخرة والعياذ بالله .
والله أعلم.