الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك بما ذكرته عن نفسك من التوبة وإرادة إقامة الدين في جميع مجالات حياتك، فذلك بحق هو الصواب والسداد للمرء، وفيما يخص ما ذكرته في موضوع كثرة الزخارف والتباهي بالبنيان.... فقد وردت مذمة زخرفة المساجد، أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن المبارك في الزهد وابن أبي ليلى في المصاحف، كلهم عن أبي الدرداء: إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدبار عليكم. والدبار هو: الهلاك. وقد حسن الألباني رواية الترمذي.
وجاء في سنن أبي داود عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أمرت بتشييد المساجد. قال ابن عباس لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى. وورد أن من أشراط الساعة التطاول في البنيان، كما في حديث جبريل المشهور: وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. متفق عليه واللفظ لمسلم.
وإذا كنت تكرهين هذا التخصص بما ذكرته عنه، فينبغي أيضاً أن يزيده كرها عندك أنه -في الحقيقة- ليس تخصصاً لائقاً بالنساء، وأسوأ من ذلك أنه مجال للاختلاط بين النساء والرجال في الدراسة وفي مجال الخدمة أيضاً، ولك أن تراجعي في موضوع الاختلاط في الدراسة الفتوى رقم: 2523.
وعليه فندعوك إلى ترك هذا التخصص والبحث عن تخصص يلائم المرأة المسلمة، وإن لم تجدي ذلك فالصواب ترك الدراسة عموماً، ما لم تكوني محتاجة إليها حاجة شديدة.
والله أعلم.