الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج في إجابة المنادي بـ لبيك، ولم نجد -بعد البحث- أحدا من أهل العلم ذكر أن الإجابة بها خاصة بإجابة الله سبحانه وتعالى، وقد أجاب كثير من الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ لبيك، فقد نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل فقال: لبيك يا رسول الله وسعديك. رواه البخاري ونادى أبا ذر أيضا فقال: لبيك وسعديك يا رسول الله، رواه البخاري أيضا، وبوب عليهما البخاري بابا سماه: باب من أجاب بلبيك وسعديك، ومثله أبو داود في سننه، فقد بوب بابا سماه: باب في الرجل ينادي الرجل فيقول لبيك. وذكر فيه نداء النبي صلى الله عليه وسلم لبلال فأجاب لبيك وسعديك. الحديث.
وجاء في المدونة عن مالك رحمه الله: أن عمر بن الخطاب كتب عام الرمادة إلى عمرو بن العاص في مصر "واغوثاه" فاجاب عمرو لبيك لبيك لبيك. وذكر ابن سعد في الطبقات: أن بلالا قال مرة يا أبا بكر: فقال أبو بكر: لبيك. فقال: أعتقتني لله أو لنفسك؟ قال: لله، قال: فأذن لي حتى أغزو في سبيل الله.
والله أعلم.