الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يبارك في جهدك ووقتك ويعينك على تعلم كتابه، والتفقه في دينه، ثم إنه لا ريب أن قراءة القرآن والاشتغال بحفظه وتفسيره من أجل الأعمال وأعظمها أجراً عند الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. متفق عليه.
وقد ثبت في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وذكره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب وقال: صحيح.
وقال أيضا في حديث آخر: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه. رواه مسلم وغيره. وقال أيضا: إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن، كالبيت الخرب. رواه الترمذي عن ابن عباس.
وقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم لا يتجاوزون الآية حتى يتعلموا جميع ما فيها من الأحكام، ويعملوا به، وإذا علمت أن مجرد قراءة القرآن من غير حفظ لها فضل عظيم وكذلك الاشتغال بحفظه وتفسيره فإن أمكنك الجمع بينهما فإن ذلك أفضل، وإن لم يمكن فقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 36593، أن الأولوية للحفظ لكن لا ينبغي أن يغفل التفسير والتفهم لما يقرأ، وللفائدة في هذا المعنى يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 51391.
والله أعلم.