الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل جواز التعامل مع غير المسلمين فيما لم يمنعه الشرع، والعمل مع مثل هذه المنظمات يمكن أن يحقق به المسلم بعض المصالح أو يدفع به بعض المفاسد، فإن عمله بين بعض أهل الكفر ربما سنحت له بسببه فرص لدعوتهم إلى الإسلام، أو أمكنه التأثير عليهم بما يظهر لهم من محاسن الإسلام وأدبه في التعامل مع الخلق، وإن تولى العمل بين المسلمين علمهم أمور دينهم، ودعاهم إلى الله ودفع عنهم ما قد يدسه غير المسلم من شرور، ويدعو إليه من كفر وفجور، وعلى هذه الأسس ينبغي أن يكون نهج من التحق بمثل هذه المنظمات.
والحاصل أن الذي نراه هو أنه لا حرج عليك إن شاء الله في العمل مع هذه المنظمة إن كنت تأمن على نفسك الفتنة في دينك، ونوصيك بالحرص على اجتناب كل ما قد يكون سبباً للفتنة من خلوة بامرأة أجنبية أو اختلاط محرم ونحو ذلك، وإذا وجد معك في هذه المؤسسة بعض العاملين من المسلمين فاحرص على التعاون معهم على الخير، والتناصح فيما بينكم، وإذا رأيت شيئاً من بوادر الفتنة فبادر إلى ترك العمل في هذه المنظمة طلباً للسلامة، فإن السلامة لا يعدلها شيء، ولعل الله تعالى يعوضك خيراً منها، قال الله سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.
والله أعلم.