الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يثبتك على العلم والعمل والدعوة إلى الله تعالى وثيبك على ذلك ويفتح لك أبواب الرزق الحلال إنه على كل شيء قدير، ونذكرك أخي الفاضل بما روى أبو داود وغيره عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة؛ ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل: إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بلك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني.
وبما روى الترمذي وحسنه عن أبي وائل عن علي رضي الله عنه أن مكاتباً جاءه فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صير دينا أداه الله عنك؟ قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.
فثق بالله وأيقن أن ما كتب لك ستحصل عليه، فاستقم واثبت ولا تمل إلى الحرام ولا تحدث نفسك به، فقد روى البيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه مهموماً فقال له: ولا تكثر همك ما يقدر يكن، وما ترزق يأتك. وفي إسناده مقال لكن معناه صحيح. وفي الحديث: ولو أنفقت جبل أحد في سبيل الله ذهباً ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك. رواه أحمد وأبو داود من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه وصححه الألباني.
وأما أخذ الوكيل من الزكاة التي وكل في تفريقها إذا كان مستحقاً لها فمحل خلاف بين أهل العلم رحمهم الله تعالى، وإلى الجواز ذهب المالكية رحمهم الله، ففي شرح الخرشي لمختصر خليل قال: وللنائب أن يأخذ منها إن كان من أهلها بالمعروف. انتهى.
وعليه؛ فلا نرى مانعاً من أن تأخذ من الزكاة التي وكلت في تفريقها بقدر حاجتك ما دمت مستحقاً لها، وننصحك بعدم نشر ذلك لأحد لأن المتصدقين إذا عرفوا ذلك عنك ربما اتهموك وانتشر ذلك بين الناس فسبب بعدهم عنك وعن دعوتك.
والله أعلم.