الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على المسلم أن يحفظ لسانه وأن يعود نفسه على النطق بالخير والصمت عن الشر؛ كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت. رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ: كف عليك هذا (لسانه) قال: قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم. رواه الترمذي وغيره.
كما أن على المسلم أن يعود نفسه على احترام كتاب الله وتعظيم شعائر الله حتى يكون ذلك سجية في طبيعته... فإذا تصرف أو تكلم... كان ذلك ظاهراً في كلامه وتصرفاته كما قيل: كل إناء بالذي فيه ينضح.
وأما ما صدر من الشخص في حال نومه أو خطئه فإن الله تعالى لا يؤاخذه به، ففي سنن ابن ماجه بإسناد صحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. ولذلك فإن ما حدث لك لا يعتبر كفراً. وسبق بيان ذلك بالتفصيل والأدلة في الفتوى رقم: 62205، والفتوى رقم: 21649.
والذي ننصحك به ونرشدك إليه بعد تقوى الله هو أن تعود لسانك على النطق بالخير... وأن تبتعد عن هذه الوساوس.
والله أعلم.