الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت أمك قبل وفاتها كانت مستطيعة لقضاء ما عليها من صيام ولم تقضه فالمستحب عند بعض أهل العلم القضاء نيابة عنها، وصوم الأيام البيض وبعض شهر شعبان كل منهما سنة مطلوبة لذاتها، وبالتالي فلا يجزئ الجمع بين نية أحدهما ونية صيام القضاء عن والدتك، ومن الواضح أيضاً أنه لا يجزئك أن تضيفي إلى الجميع نية القضاء عن نفسك، أما صيام بعض شهر رجب فلم يثبت دليل على الترغيب في تخصيص صيامه، وبالتالي فلا مانع من الصيام فيه بنية القضاء عن والدتك أو عن نفسك من غير الجمع بين النيتين.
والصيام واجب على المرأة إذا ظهرت لديها بعض علامات البلوغ من حيض أو حمل أو بلوغ خمس عشرة سنة أو خروج مني أو إنبات شعر العانة الذي يحتاج في إزالته إلى حلق، وصيامك وعمرك ثمان سنين لا يجزئ عن القضاء على الإطلاق لأنه إذا كان قبل البلوغ فهو نافلة ولا يجزئ عن الواجب، وإن كان بعده فما صمته منه أداءً للواجب من الصيام فقد وقع عن هذا الواجب، وما صمته منه نافلة فقد حصل قبل تركك للصيام، وكان خالياً من نية القضاء الواجبة التي لا بد منها.
وعليه؛ فإذا كنت قد تركت بعض الصيام الواجب فعليك قضاؤه، وإذا جهلت العدد فواصلي القضاء حتى يغلب على ظنك براءة الذمة، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18276، 29870، 5938، 26206، 57581، 2905.
والله أعلم.