الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأولى والأفضل هو الجمع بين قيام الليل والمكث في المسجد بعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الشمس ثم صلاة ركعتين على الأقل لمن يستطيع ذلك ليحصل على الحسنيين، لكن ينبغي للمسلم أن ينام من الليل ليأخذ قسطا من الراحة ليقدر على القيام لصلاة الصبح والمكث في المسجد للشروق إذا أراد ذلك، وهذا هو الوسط وهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في غالب أحواله، ولم يكن يحيي جميع الليل إلا في العشر الأواخر من رمضان على قول لبعض أهل العلم، ولم يمض الليل كله في صلاة.
وإذا ما التزم هذا الهدي فإنه يمكن الجمع بين قيام الليل والمكث في المسجد بعد صلاة الصبح للشروق فإذا أراد شخص أن يحيي كل الليل في بعض الليالي وتعارض ذلك مع البقاء في المسجد حتى الشروق فالذي يظهر لنا أن الأولوية لإحياء الليل ولاسيما العشر الأواخر من رمضان فإنه سنة وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أضف إلى ذلك أن قراءة القرآن بالليل أفضل منها بالنهار ولاسيما إذا كانت في الصلاة، قال النووي في كتابه التبيان: وإنما رجحت صلاة الليل وقراءته لكونها أجمع للقلب وأبعد عن الشواغل والملهيات والتصرف في الحاجات وأصونه عن الرياء وغيره من المحبطات مع ما جاء الشرع به من إيجاد الخيرات في الليل. اهـ ولمزيد من الفائدة في فضل قيام الليل والترغيب فيه تراجع الفتوى رقم: 311 ، والفتوى رقم: 2115.
والله أعلم.