الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المعلوم أن القصة البيضاء علامة على الطهر، والقصة البيضاء كما قال ابن قدامة: هي شيء يتبع الحيض أبيض.
قال البابرتي الحنفي في العناية شرح الهداية: ... حتى ترى البياض خالصا... ومثله قاله الكاساني في بدائع الصنائع عن حديث عائشة رضي الله عنها: أن النساء كن يبعثن لها بالكرسف، فكانت تقول: لا؛ حتى ترين القصة البيضاء، قال: .. البياض الخالص كالجص. فقد أخبرت أن ما سوى البياض حيض...
وقال الشربيني الشافعي: ... شبهت الرطوبة النقية بالجص في الصفاء...
والجص هو الجير الأبيض الذي يطلى به الجدار، وهذه النقول تدل على أن القصة البيضاء تكون نقية بياضاً خالصاً لا يشوبه دم، فما تراه الأخت السائلة ممزوجاً بشيء من الدم لاعبرة به وليس هو القصة البيضاء، ونقول لها ما قالت عائشة رضي الله عنها: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء. رواه مالك في الموطأ والبخاري تعليقاً بصيغة الجزم، فإذا رأت القصة البيضاء الصافية اغتسلت وصلت، وإذا تبين لها أنها تركت بعض الصلوات بعد ظهور القصة البيضاء وجب عليها قضاء تلك الصلوات المتروكة، ولا إثم عليها إن شاء الله لعدم علمها واشتباه الأمر عليها، وانظري للفائدة الفتوى رقم: 49769 حول الوسوسة.
والله أعلم.