الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تركت الدراسة وأصبحت انطوائية بسبب بعض الأعراض النفسية، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ فترة ليست بالقصيرة من أعراض السحر والعين، وقد سببت لي تعباً، وأخذت من صحتي الكثير (جسدياً ونفسياً)، رقيت نفسي لأكثر من مرة، ومن الأعراض التي تظهر عليّ أثناء الرقية: ألم مكان القلب، وأشعر بعقد في مخي في الجانب الأيسر -دائماً أحس بها وما زالت-، وإذا طالت مدة الرقية ترتفع درجة حرارة جسدي فجأة، ومن ثم أتقيأ -أكرمكم الله-.

مداومة على الأذكار، وإلى جانب ذلك سورة البقرة -ولله الحمد-، وأدعو الله أن يشفيني. تحسنت حالتي ولكني لا زلت أعاني من بعض الأعراض، تركت الدراسة بسبب ذلك، وهذا يؤلمني، وكذلك أصبحت انطوائية بعد أن كنت عكس ذلك تماماً، صرت أبكي بحرقة كل يوم وأخفي ذلك عن أهلي، وأكتم حزني.

ساعدوني جزاكم الله خيرًا، ولو بنصيحة علها تطيب ما بي من جراح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Feya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، وتأكدي أنك في حفظ الله ورعايته، وأن لك معقبات من بين يديك ومن خلفك يحفظونك، ولن يصيبك أبدًا مكروه إلا ما كتب الله لك؛ لأن الإنسان مكرَّمٌ، وأقصدُ بـ (لن يصيبك مكروه) بأن التخوف الشديد بموضوع السحر والعين – وإن كان ذلك حق – يُولِّد أعراضاً نفسية سلبية جدًّا، فدعي أسرتك تتواصل مع أحد الرُّقاة المعتمدين من أهل الثقة ليرقيكِ، وأنت في ذات الوقت احرصي على المحافظة على الأذكار، واسألي الله تعالى أن يحفظك، وأن يُبطل هذا الذي تُعانين منه، فإن الله سيُبطله، إن الله لا يُصلح عمل المفسدين.

وفي هذا السياق أنا لا أستبعدُ أبدًا أن الجانب النفسي أيضًا قد لعب دورًا كبيرًا في أعراضك، لذا من المهم جدًّا أن تذهبي أيضًا لتقابلي طبيبًا نفسيًا.

وتركك للدراسة قرارٌ خاطئ مهما كانت الأعراض، يجب أن تعرفي مصلحتك وتُواصلي تعليمك، أنتِ بهذه الكيفية تكونين قد كافأتِ مَن سلَّط عليك السحر والعين، لا، كوني قوية، كوني أكثر قُدرة وإصرارًا على التعليم.

أرجو أن تتحدَّثي مع أهلك، وتُقدِّمي نفسك لمستشفى الطب النفسي، وبهذه المناسبة: الكثير من أطباء الرعاية الصحية الأولية بالمراكز الصحية، لديهم مقدرات كبيرة جدًّا لعلاج بعض الحالات النفسية، خاصة حالات القلق والاكتئاب، وأنا أعتقد أنك مُصابة بشيءٍ من هذا.

فخذي العلاج الإسلامي الديني الصحيح، وهي الرقية، ولو أن ترقي أنت نفسك بنفسك، أو عن طريق أحد المعالجين، وفي ذات الوقت أيضًا خذي العلاج الطبي، وأيضًا واصلي دراستك، هذا مهمٌّ جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً